وصف سياسيون ومحللون نهاية اعتصام
شباب 24 آذار في العاصمة الأردنية عمان مساء الجمعة بـ"الدموية"،
وتحدثوا عن تداعيات سياسية كبيرة ستلي فض الاعتصام الذي بدأ منذ ظهر الخميس وطالب
بإصلاحات سياسية عاجلة.
وقد قتل المواطن خيري جميل سعد أثناء
تفريق قوات الدرك للاعتصام، ورفض ذووه رواية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية بأن
خيري كان مع اعتصام المؤيدين للحكومة.
وقال جمال شقيق المتوفى للجزيرة نت،
إن شقيقه كان يشارك في اعتصام شباب 24
آذار، وقد قتل نتيجة نزيف في الدماغ جراء ضربه بالهري من
رجال الدرك.
وأصيب نحو 100 من المعتصمين، من
بينهم ثلاثة إصاباتهم حرجة، أبرزها إصابة عميد الأسرى الأردنيين في السجون
الإسرائيلية الأسير المحرر سلطان العجلوني.
وشهد عصر الجمعة قيام المئات ممن
يصفهم المعتصمون بـ"البلطجية" برشق المعتصمين بالحجارة، تبعها قيام قوات
الدرك بمهاجمة الاعتصام وتفريق المشاركين
فيه باستخدام الهري والغاز المدمع والمياه الساخنة.
تداعيات
أول التداعيات السياسية جاء من لجنة الحوار الوطني التي أعلن 15 من أعضائها استقالتهم
-بعد أقل من أسبوعين على تشكيلها- احتجاجا على فض الاعتصام بالقوة.
وأعلن الأعضاء الـ15 استقالتهم في
مؤتمر صحفي مساء الجمعة وهم: موسى برهومة، محمد أبو رمان، مبارك أبو يامين، خالد رمضان،
سعيد ذياب، منير حمارنة، محمد البشير، وعبد الهادي الفلاحات، خالد كلالدة، آمنة
الزعبي، وليد عبد الحي، إبراهيم سيف، مصطفى الرواشدة، باسم الطويسي، عبد السلام منصور.
وقال بيان للأعضاء المستقيلين إن
استقالتهم من اللجنة جاءت احتجاجا على "الاعتداءات الآثمة التي حدثت الجمعة، بتواطؤ أمني وتحريض رسمي
واضح، مما نسف أي إمكانية لأي حوار وطني حقيقي من جذوره".
واعتبر البيان أن ما جرى "يندى
له جبين الوطن ودليل صارخ وواضح على أن أي حديث رسمي عن الإصلاح السياسي هو
ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مما يعني أن بقاءنا في اللجنة هو مجرد شراء للوقت
وتضليل للرأي العام الأردني".
وأوضح البيان أن ما حدث الجمعة ليس
صداما بين المتظاهرين المؤيدين وحركة 24 آذار "بل هو عمل منظم من قبل أجهزة
الدولة، وهي المسؤولة أولا وأخيرا عن الدماء التي سالت، وما قد نتج عن هذه المجزرة
من شهداء".
وكان أربعة أعضاء من اللجنة -التي
تناقص عدد أعضائها من 52 إلى 33-
أعلنوا استقالاتهم بعد تشكيلها، وهم قيادات جماعة
الإخوان المسلمين الثلاثة عبد اللطيف عربيات وعبد المجيد الذنيبات وإسحق الفرحان،
ونقيب أطباء الأسنان بركات الجعبري.
ثقافة القمع
وبرأي المعارضة البارزة توجان فيصل فإن ما جرى الجمعة "قفزة في الفراغ من
قبل أشخاص غير مؤهلين يتولون إدارة الأمر في البلاد على كافة المستويات".
وقالت للجزيرة نت "كل الأنظمة
العربية التي سقطت والآيلة للسقوط تسلك كافة المسالك، ولا تعرف سوى ثقافة العصا
والقمع، ولا يعرفون اللغة الديمقراطية ولا يفهمون من ينادون بها".
واعتبرت أن هتاف الشباب من مختلف
التيارات في الميدان بسقوط مدير المخابرات وحل هذا الجهاز "يؤكد أن النظام
وأجهزته يواجهون جيلا جديدا يختلف عن القيادات التي اعتاد على احتوائها وشرائها".
وقالت إن ما شهدته عمان الجمعة
"سيؤدي لنقلة نوعية في المطالب والحالة الشعبية، والحكومة سجلت إسقاط أول
شهيد للحرية في الأردن، ولا تعرف أنها تواجه ملايين الأردنيين الذين لا يمثلهم
مئات من البلطجية الذين تحركهم هنا وهناك".
تنديد واتهامات
وقد نددت جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات أردنية بارزة بقمع الاعتصام وطالبوا
حكومة معروف البخيت بالاستقالة، واعتبروا ما جرى دليلا على تدخل الجهات الأمنية في
الحياة السياسية.
الحكومة الأردنية بدورها اتهمت
الإسلاميين بقيادة البلاد نحو الفتنة، واتهمت قيادات إخوانية بتلقي تعليمات من
قيادات إخوانية في مصر وسوريا.
وقال رئيس الوزراء الأردني معروف
البخيت في حديث للتلفزيون الأردني مساء الجمعة "خبرتنا لسوء
الحظ في
التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين
وجبهة العمل الإسلامي غير مريحة، وأقول لهم كفاكم لعبة تقاسم الادوار التي نعرفها،
وكفاكم تعمية على أهدافكم الحقيقية".
ولفت إلى أن الإسلاميين "ادعوا
أن لا علاقة لهم بالشباب الموجودين على دوار الداخلية، والحقيقة أن لدينا أدلة
كافية على أنهم كانوا هم المنظمين لهؤلاء".
وتابع "أقول لهم أيضا كفاكم لعبا
بالنار، إلى أين تريدون أن تأخذوا الأردن، سيكشفكم الأردنيون الذين يرون فيكم
الجانب الطيب، وعندما يرون إصراركم على اللعب بالنار سيكشفونكم وسيعزلونكم".
وقال "ربما تدركون أنكم معزولون
في هذه المرحلة، وأنكم تطرحون قضايا لا يتفق عليها الأردنيون، وأن الأردنيين
جميعهم لا يتفقون مع طروحاتكم ومسلككم واستحضار تجارب الآخرين في هذه المرحلة".
شباب 24 آذار في العاصمة الأردنية عمان مساء الجمعة بـ"الدموية"،
وتحدثوا عن تداعيات سياسية كبيرة ستلي فض الاعتصام الذي بدأ منذ ظهر الخميس وطالب
بإصلاحات سياسية عاجلة.
وقد قتل المواطن خيري جميل سعد أثناء
تفريق قوات الدرك للاعتصام، ورفض ذووه رواية أوردتها وكالة الأنباء الرسمية بأن
خيري كان مع اعتصام المؤيدين للحكومة.
وقال جمال شقيق المتوفى للجزيرة نت،
إن شقيقه كان يشارك في اعتصام شباب 24
آذار، وقد قتل نتيجة نزيف في الدماغ جراء ضربه بالهري من
رجال الدرك.
وأصيب نحو 100 من المعتصمين، من
بينهم ثلاثة إصاباتهم حرجة، أبرزها إصابة عميد الأسرى الأردنيين في السجون
الإسرائيلية الأسير المحرر سلطان العجلوني.
وشهد عصر الجمعة قيام المئات ممن
يصفهم المعتصمون بـ"البلطجية" برشق المعتصمين بالحجارة، تبعها قيام قوات
الدرك بمهاجمة الاعتصام وتفريق المشاركين
فيه باستخدام الهري والغاز المدمع والمياه الساخنة.
تداعيات
أول التداعيات السياسية جاء من لجنة الحوار الوطني التي أعلن 15 من أعضائها استقالتهم
-بعد أقل من أسبوعين على تشكيلها- احتجاجا على فض الاعتصام بالقوة.
وأعلن الأعضاء الـ15 استقالتهم في
مؤتمر صحفي مساء الجمعة وهم: موسى برهومة، محمد أبو رمان، مبارك أبو يامين، خالد رمضان،
سعيد ذياب، منير حمارنة، محمد البشير، وعبد الهادي الفلاحات، خالد كلالدة، آمنة
الزعبي، وليد عبد الحي، إبراهيم سيف، مصطفى الرواشدة، باسم الطويسي، عبد السلام منصور.
وقال بيان للأعضاء المستقيلين إن
استقالتهم من اللجنة جاءت احتجاجا على "الاعتداءات الآثمة التي حدثت الجمعة، بتواطؤ أمني وتحريض رسمي
واضح، مما نسف أي إمكانية لأي حوار وطني حقيقي من جذوره".
واعتبر البيان أن ما جرى "يندى
له جبين الوطن ودليل صارخ وواضح على أن أي حديث رسمي عن الإصلاح السياسي هو
ادعاءات لا أساس لها من الصحة، مما يعني أن بقاءنا في اللجنة هو مجرد شراء للوقت
وتضليل للرأي العام الأردني".
وأوضح البيان أن ما حدث الجمعة ليس
صداما بين المتظاهرين المؤيدين وحركة 24 آذار "بل هو عمل منظم من قبل أجهزة
الدولة، وهي المسؤولة أولا وأخيرا عن الدماء التي سالت، وما قد نتج عن هذه المجزرة
من شهداء".
وكان أربعة أعضاء من اللجنة -التي
تناقص عدد أعضائها من 52 إلى 33-
أعلنوا استقالاتهم بعد تشكيلها، وهم قيادات جماعة
الإخوان المسلمين الثلاثة عبد اللطيف عربيات وعبد المجيد الذنيبات وإسحق الفرحان،
ونقيب أطباء الأسنان بركات الجعبري.
ثقافة القمع
وبرأي المعارضة البارزة توجان فيصل فإن ما جرى الجمعة "قفزة في الفراغ من
قبل أشخاص غير مؤهلين يتولون إدارة الأمر في البلاد على كافة المستويات".
وقالت للجزيرة نت "كل الأنظمة
العربية التي سقطت والآيلة للسقوط تسلك كافة المسالك، ولا تعرف سوى ثقافة العصا
والقمع، ولا يعرفون اللغة الديمقراطية ولا يفهمون من ينادون بها".
واعتبرت أن هتاف الشباب من مختلف
التيارات في الميدان بسقوط مدير المخابرات وحل هذا الجهاز "يؤكد أن النظام
وأجهزته يواجهون جيلا جديدا يختلف عن القيادات التي اعتاد على احتوائها وشرائها".
وقالت إن ما شهدته عمان الجمعة
"سيؤدي لنقلة نوعية في المطالب والحالة الشعبية، والحكومة سجلت إسقاط أول
شهيد للحرية في الأردن، ولا تعرف أنها تواجه ملايين الأردنيين الذين لا يمثلهم
مئات من البلطجية الذين تحركهم هنا وهناك".
تنديد واتهامات
وقد نددت جماعة الإخوان المسلمين وشخصيات أردنية بارزة بقمع الاعتصام وطالبوا
حكومة معروف البخيت بالاستقالة، واعتبروا ما جرى دليلا على تدخل الجهات الأمنية في
الحياة السياسية.
الحكومة الأردنية بدورها اتهمت
الإسلاميين بقيادة البلاد نحو الفتنة، واتهمت قيادات إخوانية بتلقي تعليمات من
قيادات إخوانية في مصر وسوريا.
وقال رئيس الوزراء الأردني معروف
البخيت في حديث للتلفزيون الأردني مساء الجمعة "خبرتنا لسوء
الحظ في
التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين
وجبهة العمل الإسلامي غير مريحة، وأقول لهم كفاكم لعبة تقاسم الادوار التي نعرفها،
وكفاكم تعمية على أهدافكم الحقيقية".
ولفت إلى أن الإسلاميين "ادعوا
أن لا علاقة لهم بالشباب الموجودين على دوار الداخلية، والحقيقة أن لدينا أدلة
كافية على أنهم كانوا هم المنظمين لهؤلاء".
وتابع "أقول لهم أيضا كفاكم لعبا
بالنار، إلى أين تريدون أن تأخذوا الأردن، سيكشفكم الأردنيون الذين يرون فيكم
الجانب الطيب، وعندما يرون إصراركم على اللعب بالنار سيكشفونكم وسيعزلونكم".
وقال "ربما تدركون أنكم معزولون
في هذه المرحلة، وأنكم تطرحون قضايا لا يتفق عليها الأردنيون، وأن الأردنيين
جميعهم لا يتفقون مع طروحاتكم ومسلككم واستحضار تجارب الآخرين في هذه المرحلة".