أثارني هذا
الموضوع لأهميته بالنّسبة لكل شخص يسعى لتحقيق طموحاته في الحياة أيّا كانت هذه
الأخيرة و في أيّ اتّجاه تصبّ ما دامت تُحققّ للفرد نفسه و بإمكانه من خلالها
استثمار قدراته و أقصد بهذه المقدّمة كلمة " التفوقّ " .
ما معنى أن يكون
الانسان متفوقا ؟ و هل هذا التفوقّ له الصّورة النمطيّة التي ربطناها بلغة الأرقام
؟ و هل بإمكان أيّ شخص أن يكون متفوقا ؟ و ماهي معايير التفوقّ ؟ .
علمتنا الحياة
دائما السّقوط في أفخاخها و مشاكلها و بالمقابل علّمتنا كيف ننهض و نقف بعد كلّ
سقطة مهما كان نوعها و أسبابها لأتّ الانسان و ببساطة تتحكمّ الارادة و العزيمة ،
إلّا من تخلّى عنها وذهب إلى ملجأ غيرها ملجأ اليأس و الكآبة و سوداويّة الحياة.
هنا يظهر التفوقّ
الحقيقي ، فأن أكون قادرا على تسيير المشاكل و تحويلها إلى أمور إيجابيّة يُمكن أن
آخذها كمحفزّ و داعم نحو تحقيق الأفضل ، و أن لا تكون هذه
المشاكل مصدرا للضّعف و الهزيمة و التخلّي عن الطّموح .
التّفوقّ لا يرتبط بالأرقام و الأعداد فهي لا نهاية لها و تجد نفسك تلهث
وراءها دون تحقيق شيء .
التفوق يعني أن أكون مستعدّا لمواجهة أيّ سقوط محتمل ، أن أتسلّح بما يلزم لمقاومته
و بناء جدار من الإرادة و الشّجاعة .
التحصلّ على ما أسعى إليه و استثمار قدراتي فيه و تطوير مهاراتي فيه هو
التوقّ الحقيقي ما دامت أنّ هذه الطّريقة هي التي تّحققّ لي طموحاتي و أهدافي و
تحقيق ذاتي .
فأيّ شخص هو في الحقيقة متفوقّ بالفطرة ، تولد معه فهو تفوقّ عند خروجه إلى
الحياة ، تفوقّ هندما بدأ يخطو أولى خطواته . فالتفوقّ لا يرتبط بالنّوابغ و
العباقرة فالمقاييس الحقيقية هي التسلحّ بالعزيمة و الإرادة و الرّؤية السدّيدة و
اللجوء إلى التّفكير قبل خطو الخُطوة الأولى نحو تحقيق الأهداف ما دامت أنّها ستحققّ
لي الأهداف و الطّموحات .
و الأهمّ من كلّ هذا تحقيق ذات الفرد و تطويرها و تقديم أفضل ما لدى الفرد
لينفع به نفسه مجتمعه ، و أمّته .
كما أتمنى لكلّ الطّلبة المقبلين على الامتحانات النّجاح و التوفيق فما
يلزمه هو العزيمة و الارادة و الايمان بالقدرات و ترك القلق و التوتر جانبا.