هل هناك موقف تعليمي واحد تستطيع ذكره الآن يكون فيه التنافس الفردي مفيداً للعملية التعليمية، أو مفيداً لأي من المتعلمين؟ نناقش هنا موضوع التنافس الفردي، وأرجو منك التفكير في السؤال السابق قبل المتابعة في القراءة.
التنافس بمعنى "حتى أكسب أنا، لابد أن تخسر أنت"، وعلى طريقة بعض القياديين: "أنا أشق طريقي وأنت لا تصل إليه". في زمننا اليوم نشأ أغلب الناس وبعمق منذ المولد على عقلية التنافس، والأسرة هي أول وأهم القوى الفاعلة في هذا الموضوع، فعندما يُقارَن طفل بآخر فإن الناس عندئذ يفكرون بفلسفة التنافس، فماذا يحدث لقلب وعقل شاب حساس وسريع التأثر بشكل كبير، ويعتمد كثيراً على الدعم والتوكيد العاطفي من الوالدين في مواجهة الحب المشروط؟ إن الطفل يتشكّل ويُبرمج على عقلية التنافس.
"إذا كنت أفضل من أخي، فإن والديَّ سيحباني أكثر"
"والديّ لا يحباني مثلما يحبان أختي، إنني لست موضع تقدير"
"عليّ ان اجتهد لأنال لقب الأول في الفصل... لن أسمح لأحد من زملائي الوصول إلى هذا اللقب".
"وفي عالم السياسة... تتنافس الخصوم على كعكة السلطة، كل يريد التهامها بمفرده ولا يسمح للآخرين بالوصول إليها".
وهناك مثال توضيحي آخر في مجال الألعاب الرياضية خاصة بالنسبة للشباب خلال السنوات التي يقضونها في المدرسة العليا أو الكليات، فهم غالباً ما يطوّرون التصوّر الذهني الأساسي بأن الحياة هي مباراة كبيرة، مباراة حاصلها صفر، حيث يكسب البعض ويخسر البعض " الفوز" هو "الغلبة" في المجال الرياضي.
ويقوّي عالم المدرسة والجامعة أو العالم الأكاديمي من هذا التفكير الفردي التنافسي، فمنحنى التوزيع الطبيعي بشكل أساسي يقول: "إنك حصلت على درجة (أ)؛ لأن شخصاً آخر حصل على درجة (ج)". وبهذا بدأ الطلاب بالتنافس فيما بينهم, وهدفهم هو الحصول على درجات أعلى وتقدير أعلى. لقد بدا أن الهدف الأساسي للتعليم الجامعي كان إعداد أفراد أقوياء وموثوقين, وكان التنافس بين المتعلمين هو المحفِّز على انجازٍ فردي أكبر. يمكن القول أن قانوناً غير مكتوب كان ينص على أن القاعدة هي: تعلم من مدرسيك, وتنافس مع نظرائك.
لقد تأثر نظامنا التعليمي بشكل كبير بما استوردناه من الغرب من فلسفات التعلم والتعليم. ولنقرأ ما كتبه ديف ماير أحد رواد التعليم في الغرب: "لقد كان النظام التعليمي الأمريكي انعكاساً أميناً للثقافة التي ولد فيها, هذه الثقافة المرتكزة على الفردية. منذ البدايات, كانت الفردية هي السمة الطاغية: الخلاص الفردي, الرواد الأفراد الذين استكشفوا البلاد, ومؤسسو عالم الأعمال الأفراد الذي عملوا ضد الظروف وانتصروا عليها...". حقاً لقد استوردنا منهم قانون "ربي أسألك نفسي".
في الماضي القريب، منذ مئة سنة تقريباً، لم تكن مجتمعاتنا العربية هكذا، فعندما كان يعلن أحد تجار دمشق أو القاهرة أو الرباط عن إفلاسه كان بقية التجار يتسابقون لمساعدته للعودة سريعاً ليقف على قدميه من جديد. أما إذا حدث هذا في أيامنا هذه فهل سيساعدونه؟ أم ستملؤهم السعادة لأن أحد المنافسين قد خرج من السوق؟
شاركت في فريق مركز دبي للتعلم السريع بسبر الاحتياجات لإحدى المدارس الرائدة في دولة قطر تمهيداً لتقديم خطة تنمية خاصة بالمدرسة، وكنا نطرح أسئلة على المعلمين داخل الصف من باب تقييم الاحتياجات. ومن الأسئلة التي تم طرحها على المعلمين، كل على حدا: من أفضل ثلاثة طلاب في الصف؟ لقد قام جميع المعلمين إلا واحداً منهم بالإجابة عن هذا السؤال وذلك بذكر أسماء الثلاثة الأفضل على مسمع جميع الطلاب! لك أن تتخيل عيون بقية الطلاب، ولك أن تتخيل ما يدور في ذهن كل منهم وما يشعر به عندما يسمع معلمه وهو يصنفه بعيداً عن الطلاب الأفضل، حقيقةً لم أقرأ في عيونهم إلا كل مشاعر الألم والمرارة، أو على الأقل إظهار عدم الإكتراث لرأي المعلم.
في نهاية 2007 كنت في الولايات المتحدة الأمريكية أقوم بتدريب بعض الدورات هناك وأبحث عن ما هو جديد، وفي إحدى المدارس التي زرتها علمت أن هناك مسابقة تهجئة ستقام فيها لبعض الطلاب. حيث تقوم كل مدرسة بهذه المسابقة ليفوز منها شخص واحد فقط، ثم تشترك المدارس مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى المدينة الواحدة ليفوز منها فائز واحد فقط، ثم تشترك المدن مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى الولاية الواحدة ليفوز منها ثلاثة فائزين فقط، ثم تشترك الولايات مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى الولايات المتحدة كلها ليفوز منها ثلاثة فائزين فقط.
في يوم المسابقة دخلت القاعة لأجد لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء يجلسون بمقابل الطلاب المشاركين في المسابقة، والذين كانوا يجلسون على كراسي على أربعة صفوف وراء بعضها البعض، أما الأهالي والضيوف فكنا نجلس في جانب الصالة كمراقبين ومشجعين.
بدأت المسابقة كالتالي: تقوم سيدة من اللجنة بذكر كلمة على أول مشارك، وعليه أن يقوم بإعادة لفظها مرة ثم تهجئتها حرفاً حرفاً ثم يقوم بلفظها كاملة مرة أخرى. فإذا نجح في هذا فإنه يبقى مع مجموعة المتسابقين ليتابع في الجولات التالية، أما إذا لم يفلح فإنه يخرج من المسابقة ليجلس في مكان مخصص لمن لم يفلحوا! وتتزايد الكلمات صعوبة كلما تقدمت المسابقة. وهكذا كلما تقدمنا بالمسابقة قل عدد الناجحين.
حقيقة كنت سعيداً جداً وأنا أراقب المشاركين وأتابع الجولات حتى وصلوا إلى الجولة الأخيرة حيث لم يبق إلا طالبة واحدة وطالب واحد، واشتد التوتر بينهما لأن واحداً منهما سيفوز ليترشح لخوض المسابقة القادمة على مستوى المدينة، وهكذا بدأت الجولة الأخيرة ليخطأ الطالب في تهجئة الكلمة الأخيرة وبالتالي تم إعلان فوز الطالبة بالمسابقة.
خرج باكياً وانضم إلى جمهور الخاسرين، لا استطيع نقل تعابير وجهه لك، فلقد كان محمراً، والدموع تملأ عيناه. في هذه اللحظة انتبهت أكثر لما كان يحدث في القاعة، جمهور الخاسرين يجلسون على مقاعدهم واجمين، البعض يكبت مشاعره، والبعض الأخر يبكي بمرارة، وكل منهم يقف قرب أمه أو أبيه. لم أشعر بمرارة التنافس والتركيز على الفردية كما شعرت في ذلك اليوم، فالجميع خسر إلا واحدة! ماذا حدث في تلك المسابقة؟ هل فعلاً كوفئ الطلاب على الجهود التي بذلوها؟ أم تحولت المسابقة إلى حفلة عقاب جماعية؟ وماذا فعلنا بالتي أخذت المركز الأول؟ هل كافأناها أم عقبناها بزرع التكبر فيها على البقية؟
أين التحفيز باتجاه التعليم؟ في هذا الفكر التنافسي يمكن أن يكون التحفيز من أجل الحصول على العلامات، أو من أجل الظهور بين الأقران ، أو من أجل المراكز الأولى، أو من أجل الأنا، من أجل أي شيء إلا التعليم. لقد طرحت هذا السؤال على الكثيرين، وأطرحه عليك الآن: عندما كنتَ في الجامعة، ماذا كان هدفك؟ لقد أجاب معظم من سألتهم بأنهم كانوا يريدون الحصول على الشهادة فقط، والإجابة الأغرب كانت: هدفي كان عدم الرسوب، أريد أن أنجح. أتعلم؟! هذا يعني أن الأكثرية لم يكن هدفها التعلم! على ما يبدو أن مدارسنا وجامعاتنا تحولت إلى معسكرات اعتقال، هدف من يدخلها أن ينتهي منها بالسرعة القصوى. لقد حولنا الهدف من التعليم وهو التعلم إلى هدف للنجاح أو إلى هدف الوصول إلى المراكز الأولى.
أما عن الاخلاق، فدعنا نناقش حالة الأوائل على الصف. إن صاحب المركز الأول أو الثاني أو الثالث يعلم بأنه سيحافظ على مركزه ما لم يسبقه شخص آخر ويخطف أو يسرق منه هذا المركز. بالتالي قد يقوم بمساعدة زملائه في الصف شرط ألا ينتزعوا منه منصبه، وبالتالي قد لا يساعد أي زميل مثابر يشعر بأنه خطر عليه، بل حتى أنه قد يكذب كي يخفي عنه بعض المعلومات. وماذا يعني هذا؟ ألا يعني أنه لا يساعد الآخرين من باب المساعدة، بل قد تكون مساعدته لهم من باب إثبات أنه الأقوى وأنه الأفضل، بدليل أنه لا يساعد الجميع، ومن الواضح أننا زرعنا عنده "ألا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، التكبر، الكذب! وفي بعض الأحيان: النفاق لأنه يُظهر للجميع أن يحب مساعدة الآخرين ولكنه حقيقة لا يساعد زملاءه أساساً إلا إذا ضمن أنهم سيكونون أقل منه. هذا ليس دعوة كي لا نشجع أبناءنا على المراكز الأولى، أبداً، بل من المطلوب حث الجميع على تحقيق الأسمى، وما العيب في أن يكون المتعلم من الأوائل؟ هذا صحيح، شرط أن لا يكون هدفه المركز الأول، أو أن يكون هدفه التميز كي يتفاخر ويتعالى على أقرانه، بل أن يكون هدفه هو التحصيل المعرفي بالدرجة الأولى والأخيرة.
لقد أثرت فلسفة التنافس هذه على كل مجالات التواصل الإنساني بما فيها التعليم، فلقد تحول إلى نشاط انعزالي تنافسي، فلم يكن هناك أي تركيز حقيقي على التعلم الإجتماعي أو بمعنى آخر التعلم ضمن مجموعات. حتى طرق التعليم بواسطة الحاسوب أو الإنترنت عززت من هذه الإنعزالية. وهذا يؤدي إلى رفع مستوى الضغط النفسي ويقلل من سرعة التعليم وجودته ومدى الاحتفاظ به، وتؤدي المنافسة إلى تردد المتعلمين في طرح الأسئلة وطلب المساعدة من زملائهم مما يؤدي إلى منع تبادل الخبرات وتدفق المعلومات والمعرفة والمهارات، وكنتيجة تتدهور عجلة التعليم.
الترياق
أغلب أوضاع الحياة تكون تعاونية لا فردية، بل إن معظم النتائج التي تسعى إلى تحقيقها تعتمد على التعاون بينك وبين الآخرين، والعقلية التي تستخدم فلسفة التنافس هي عقلية تفسد ذلك التعاون. إن أكثر الحياة ليس تنافساً، فنحن لا نضطر أن نحيا كل يوم في تنافس مع الزوجة؟ "سؤال سخيف إذا لم يكسب كلا الشخصين، فكلاهما خاسر".
سيكون مفيداً أن تتوقف قليلاً لتفكر ملياً بالسؤال: استحضر في ذهنك مواقفاً تعلمت منها كثيراً وأثرت في حياتك، من أين أتى معظم تعلمك؟ من الأهل؟ من معلميك في المدرسة أو الجامعة؟ من أصدقائك؟ أرجو عدم المتابعة قبل الإجابة.
على الأغلب ستكون إجابتك تشابه معظم الإجابات التي وردتنا، فأكثر التعلم يأتي من الأقران، من أشخاص لديهم اهتمامات واحتياجات ومشاكل مشابهة لما لديك منها. إن التعليم الجيد هو تعليم اجتماعي, على الأقل بالنسبة للأغلبية العظمى من المتعلمين, حيث أن التعليم يتحسن بشكل واضح جداً عندما يساعد المتعلمون بعضهم بعضاً.
قام المدرب عزام القاسم من دمشق بتطبيق التعاون في دوراته ولمدة عام كامل، حيث كان يضع طالبين على جهاز كمبيوتر واحد، وقام بتصميم الأنشطة التدريبية بطريقة تشجعهم على تبادل المعرفة فيما بينهما، بل وكان يحمِّل كل منهما مسؤولية نجاح الآخر: فلقد كان يعطي المتعلم منهما علامة الآخر مما دفع كل متعلم ليساعد زميله كي يتعلم أكثر لأنه سيأخذ علامته. لقد كانت النتائج أكثر من عظيمة.
ولقد شهدت شخصياً نتائج أكثر من مذهلة عندما تم تطبيق هذا على دروة تدريب المدربين لمدة عامين، حيث تم تكريس التعاون بين أفراد المجموعة، وتكريس التنافس بين المجموعات فقط، وكان المتعلم يحصل على علامة المجموعة، فإذا أخذت المجموعة عشرة نقاط كان يحصل على عشرة، وإذا حصلت المجموعة على ثلاثة نقاط فكان يحصل على ثلاثة فقط. لن تصدق ما حدث حتى تراه بأم عينك، فلقد كان يتم شرح التمرين لجميع المجموعات، ومن ثم يُعطى الجميع القليل من الوقت للتحضير، وهنا ترى أن أفراد المجموعة يبدؤوا بتحمل مسؤولية تعليم بعضهم البعض، فلقد كان من يعرف منهم يعلم من لا يعرف، كان يساعدون بعضهم البعض كي ينجح الجميع، وكان يظهر مبدأ "أحب لأخي ما أحب لنفسي" جلياً.
إحدى المشاركات في دورة التعلم السريع لديها طفلين وأرادت تشجيعهما على حفظ القرآن، فماذا فعلت؟ هل قالت من يحفظ أكثر يكسب أكثر؟!... ما قامت به كان بسيطاً ومُلهماً: لقد حمَّلت كل منهما مسؤولية الأخر، حيث طلبت من كل طفل مساعدة أخيه في الحفظ والمراجعة، وعليه كلما كان أخيه حافظاً أكثر كلما كان ناجحاً وسيكسب الجائزة. فعندما يكون كل شخص في المجتمع التعليمي معلماً ومتعلماً في الوقت عينه, يختفي الضغط النفسي, ويتحسن ناتج التعلم بشكل كبير.
دلت دراسة أخرى في جامعة ستانفرد على أن التعليم من النظير كان أكثر فعالية بأربع مرات في تحسين دراسة الرياضيات والقراءة من تقليل حجم الصفوف أو زيادة زمن التوضيح من المعلم, وكان حكماً أكثر فعالية بكثير من التعليم الفردي المعتمد على الحاسب الآلي. ما هو السبب؟ إن التفسير البسيط هو أن معظم الناس يتعلمون بشكل أفضل في مجتمع تعليمي مما يفعلون كأفراد معزولين.
لابد من مراجعة المعلم المربي لتصرفاته أولاً ليتفحصها باحثاً عن ما يشجع سلوكيات التنافس الفردي في الصف، ليتجنبها ويتجنب نتائجها السلبية، ومن ثم ليبحث عن طرق لتشجيع التعاون والترابط بين المتعلمين كي يقوم بها في بيئة التعلم. إذا كان هناك موقف تعليمي يُفيد فيه التنافس فعلى الأغلب سيكون في حال التنافس بين المجموعات، فإذا فازت المجموعة فلن يُنسب سبب النجاح إلا للمجموعة وليس إلى فرد منها، وفي حال خسرت المجموعة فلن يُنسب سبب الخسارة إلى فرد منها بل إلى المجموعة ككل. إذا لم تفعل أي شيء آخر لتحسين التعليم, فإن الحد الأدنى هو دفع المتعلمين للعمل سوية في مجموعات صغيرة, أو كمجموعة واحدة كبيرة. فما من تعليم جيد إلا إذا امتلك قاعدة اجتماعية. يعلم جميع الأطفال هذه الحقيقة، إلا أننا ننسى ذلك عندما نكبر.
قالت لي إحدى المدربات أثناء دورة التعلم السريع: إن الله قد قال في كتابه العزيز: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قلت لها: إن ذلك يتعلق بالآخرة وهو مفتوح وغير مقيد، أما عن الدنيا فقد قال الله تعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً" فمتى أريد أن أكون الأكثر غنى في الدنيا علي أن أريد الاستئثار بأكثر المال، أما في الصلاح والدين والعلم فكلما قدمت أكثر أكون منافساً أكثر، وكلما دللت التائهين أكثر أكون منافساً أكثر، وهو أمر مفتوح للجميع وغير مقيد فالربح عام لكل من شاء.
بعد هذا العرض الموجز لما سميناه مجازاً "مرضاً تعليمياً تربوياً" يصبح واضحاً أن ما يعطي هذا المرض قوته هو تحوله إلى بديهيات في التعليم, واعتباره الشكل الذي كانت عليه الأمور وستستمر عليه. إننا بدون شك بحاجة إلى ثورة حقيقية للتخلص من هذه الأمراض التي حولت التعليم إلى عملية غير فعالة, وغير طبيعية كئيبة وصعبة، حولت المعلم إلى مركز العملية، وحولت المتعلم إلى مستهلك دون إبداع. وحولت بيئة التعليم إلى سجن مخيف ينتشر فيه الملل والكآبة والخوف، وحولتنا كبشر إلى معاقين تعليمياً.
إذا استطاع الطبيب تشخيص المرض وصل إلى نصف الحل وهان عليه وصف الدواء. وفي حال اهتمامك بالتعليم وتحسينه فلابد أن الكثير من الأمراض الواردة سابقاً وطرق علاجها أصبحت واضحة لديك، وعلينا الآن البحث عن آليات لتطبيق ذلك على أرض الواقع، وهذا ما ستجده في كتاب "التعلم الطبيعي- التعلم السريع".
الدكتور محمد ابراهيم بدرة
المصدر: منتدى المدربون المحترفون
ILL98765465417
التنافس بمعنى "حتى أكسب أنا، لابد أن تخسر أنت"، وعلى طريقة بعض القياديين: "أنا أشق طريقي وأنت لا تصل إليه". في زمننا اليوم نشأ أغلب الناس وبعمق منذ المولد على عقلية التنافس، والأسرة هي أول وأهم القوى الفاعلة في هذا الموضوع، فعندما يُقارَن طفل بآخر فإن الناس عندئذ يفكرون بفلسفة التنافس، فماذا يحدث لقلب وعقل شاب حساس وسريع التأثر بشكل كبير، ويعتمد كثيراً على الدعم والتوكيد العاطفي من الوالدين في مواجهة الحب المشروط؟ إن الطفل يتشكّل ويُبرمج على عقلية التنافس.
"إذا كنت أفضل من أخي، فإن والديَّ سيحباني أكثر"
"والديّ لا يحباني مثلما يحبان أختي، إنني لست موضع تقدير"
"عليّ ان اجتهد لأنال لقب الأول في الفصل... لن أسمح لأحد من زملائي الوصول إلى هذا اللقب".
"وفي عالم السياسة... تتنافس الخصوم على كعكة السلطة، كل يريد التهامها بمفرده ولا يسمح للآخرين بالوصول إليها".
وهناك مثال توضيحي آخر في مجال الألعاب الرياضية خاصة بالنسبة للشباب خلال السنوات التي يقضونها في المدرسة العليا أو الكليات، فهم غالباً ما يطوّرون التصوّر الذهني الأساسي بأن الحياة هي مباراة كبيرة، مباراة حاصلها صفر، حيث يكسب البعض ويخسر البعض " الفوز" هو "الغلبة" في المجال الرياضي.
ويقوّي عالم المدرسة والجامعة أو العالم الأكاديمي من هذا التفكير الفردي التنافسي، فمنحنى التوزيع الطبيعي بشكل أساسي يقول: "إنك حصلت على درجة (أ)؛ لأن شخصاً آخر حصل على درجة (ج)". وبهذا بدأ الطلاب بالتنافس فيما بينهم, وهدفهم هو الحصول على درجات أعلى وتقدير أعلى. لقد بدا أن الهدف الأساسي للتعليم الجامعي كان إعداد أفراد أقوياء وموثوقين, وكان التنافس بين المتعلمين هو المحفِّز على انجازٍ فردي أكبر. يمكن القول أن قانوناً غير مكتوب كان ينص على أن القاعدة هي: تعلم من مدرسيك, وتنافس مع نظرائك.
لقد تأثر نظامنا التعليمي بشكل كبير بما استوردناه من الغرب من فلسفات التعلم والتعليم. ولنقرأ ما كتبه ديف ماير أحد رواد التعليم في الغرب: "لقد كان النظام التعليمي الأمريكي انعكاساً أميناً للثقافة التي ولد فيها, هذه الثقافة المرتكزة على الفردية. منذ البدايات, كانت الفردية هي السمة الطاغية: الخلاص الفردي, الرواد الأفراد الذين استكشفوا البلاد, ومؤسسو عالم الأعمال الأفراد الذي عملوا ضد الظروف وانتصروا عليها...". حقاً لقد استوردنا منهم قانون "ربي أسألك نفسي".
في الماضي القريب، منذ مئة سنة تقريباً، لم تكن مجتمعاتنا العربية هكذا، فعندما كان يعلن أحد تجار دمشق أو القاهرة أو الرباط عن إفلاسه كان بقية التجار يتسابقون لمساعدته للعودة سريعاً ليقف على قدميه من جديد. أما إذا حدث هذا في أيامنا هذه فهل سيساعدونه؟ أم ستملؤهم السعادة لأن أحد المنافسين قد خرج من السوق؟
شاركت في فريق مركز دبي للتعلم السريع بسبر الاحتياجات لإحدى المدارس الرائدة في دولة قطر تمهيداً لتقديم خطة تنمية خاصة بالمدرسة، وكنا نطرح أسئلة على المعلمين داخل الصف من باب تقييم الاحتياجات. ومن الأسئلة التي تم طرحها على المعلمين، كل على حدا: من أفضل ثلاثة طلاب في الصف؟ لقد قام جميع المعلمين إلا واحداً منهم بالإجابة عن هذا السؤال وذلك بذكر أسماء الثلاثة الأفضل على مسمع جميع الطلاب! لك أن تتخيل عيون بقية الطلاب، ولك أن تتخيل ما يدور في ذهن كل منهم وما يشعر به عندما يسمع معلمه وهو يصنفه بعيداً عن الطلاب الأفضل، حقيقةً لم أقرأ في عيونهم إلا كل مشاعر الألم والمرارة، أو على الأقل إظهار عدم الإكتراث لرأي المعلم.
في نهاية 2007 كنت في الولايات المتحدة الأمريكية أقوم بتدريب بعض الدورات هناك وأبحث عن ما هو جديد، وفي إحدى المدارس التي زرتها علمت أن هناك مسابقة تهجئة ستقام فيها لبعض الطلاب. حيث تقوم كل مدرسة بهذه المسابقة ليفوز منها شخص واحد فقط، ثم تشترك المدارس مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى المدينة الواحدة ليفوز منها فائز واحد فقط، ثم تشترك المدن مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى الولاية الواحدة ليفوز منها ثلاثة فائزين فقط، ثم تشترك الولايات مع بعضها البعض في مسابقة على مستوى الولايات المتحدة كلها ليفوز منها ثلاثة فائزين فقط.
في يوم المسابقة دخلت القاعة لأجد لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء يجلسون بمقابل الطلاب المشاركين في المسابقة، والذين كانوا يجلسون على كراسي على أربعة صفوف وراء بعضها البعض، أما الأهالي والضيوف فكنا نجلس في جانب الصالة كمراقبين ومشجعين.
بدأت المسابقة كالتالي: تقوم سيدة من اللجنة بذكر كلمة على أول مشارك، وعليه أن يقوم بإعادة لفظها مرة ثم تهجئتها حرفاً حرفاً ثم يقوم بلفظها كاملة مرة أخرى. فإذا نجح في هذا فإنه يبقى مع مجموعة المتسابقين ليتابع في الجولات التالية، أما إذا لم يفلح فإنه يخرج من المسابقة ليجلس في مكان مخصص لمن لم يفلحوا! وتتزايد الكلمات صعوبة كلما تقدمت المسابقة. وهكذا كلما تقدمنا بالمسابقة قل عدد الناجحين.
حقيقة كنت سعيداً جداً وأنا أراقب المشاركين وأتابع الجولات حتى وصلوا إلى الجولة الأخيرة حيث لم يبق إلا طالبة واحدة وطالب واحد، واشتد التوتر بينهما لأن واحداً منهما سيفوز ليترشح لخوض المسابقة القادمة على مستوى المدينة، وهكذا بدأت الجولة الأخيرة ليخطأ الطالب في تهجئة الكلمة الأخيرة وبالتالي تم إعلان فوز الطالبة بالمسابقة.
خرج باكياً وانضم إلى جمهور الخاسرين، لا استطيع نقل تعابير وجهه لك، فلقد كان محمراً، والدموع تملأ عيناه. في هذه اللحظة انتبهت أكثر لما كان يحدث في القاعة، جمهور الخاسرين يجلسون على مقاعدهم واجمين، البعض يكبت مشاعره، والبعض الأخر يبكي بمرارة، وكل منهم يقف قرب أمه أو أبيه. لم أشعر بمرارة التنافس والتركيز على الفردية كما شعرت في ذلك اليوم، فالجميع خسر إلا واحدة! ماذا حدث في تلك المسابقة؟ هل فعلاً كوفئ الطلاب على الجهود التي بذلوها؟ أم تحولت المسابقة إلى حفلة عقاب جماعية؟ وماذا فعلنا بالتي أخذت المركز الأول؟ هل كافأناها أم عقبناها بزرع التكبر فيها على البقية؟
أين التحفيز باتجاه التعليم؟ في هذا الفكر التنافسي يمكن أن يكون التحفيز من أجل الحصول على العلامات، أو من أجل الظهور بين الأقران ، أو من أجل المراكز الأولى، أو من أجل الأنا، من أجل أي شيء إلا التعليم. لقد طرحت هذا السؤال على الكثيرين، وأطرحه عليك الآن: عندما كنتَ في الجامعة، ماذا كان هدفك؟ لقد أجاب معظم من سألتهم بأنهم كانوا يريدون الحصول على الشهادة فقط، والإجابة الأغرب كانت: هدفي كان عدم الرسوب، أريد أن أنجح. أتعلم؟! هذا يعني أن الأكثرية لم يكن هدفها التعلم! على ما يبدو أن مدارسنا وجامعاتنا تحولت إلى معسكرات اعتقال، هدف من يدخلها أن ينتهي منها بالسرعة القصوى. لقد حولنا الهدف من التعليم وهو التعلم إلى هدف للنجاح أو إلى هدف الوصول إلى المراكز الأولى.
أما عن الاخلاق، فدعنا نناقش حالة الأوائل على الصف. إن صاحب المركز الأول أو الثاني أو الثالث يعلم بأنه سيحافظ على مركزه ما لم يسبقه شخص آخر ويخطف أو يسرق منه هذا المركز. بالتالي قد يقوم بمساعدة زملائه في الصف شرط ألا ينتزعوا منه منصبه، وبالتالي قد لا يساعد أي زميل مثابر يشعر بأنه خطر عليه، بل حتى أنه قد يكذب كي يخفي عنه بعض المعلومات. وماذا يعني هذا؟ ألا يعني أنه لا يساعد الآخرين من باب المساعدة، بل قد تكون مساعدته لهم من باب إثبات أنه الأقوى وأنه الأفضل، بدليل أنه لا يساعد الجميع، ومن الواضح أننا زرعنا عنده "ألا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، التكبر، الكذب! وفي بعض الأحيان: النفاق لأنه يُظهر للجميع أن يحب مساعدة الآخرين ولكنه حقيقة لا يساعد زملاءه أساساً إلا إذا ضمن أنهم سيكونون أقل منه. هذا ليس دعوة كي لا نشجع أبناءنا على المراكز الأولى، أبداً، بل من المطلوب حث الجميع على تحقيق الأسمى، وما العيب في أن يكون المتعلم من الأوائل؟ هذا صحيح، شرط أن لا يكون هدفه المركز الأول، أو أن يكون هدفه التميز كي يتفاخر ويتعالى على أقرانه، بل أن يكون هدفه هو التحصيل المعرفي بالدرجة الأولى والأخيرة.
لقد أثرت فلسفة التنافس هذه على كل مجالات التواصل الإنساني بما فيها التعليم، فلقد تحول إلى نشاط انعزالي تنافسي، فلم يكن هناك أي تركيز حقيقي على التعلم الإجتماعي أو بمعنى آخر التعلم ضمن مجموعات. حتى طرق التعليم بواسطة الحاسوب أو الإنترنت عززت من هذه الإنعزالية. وهذا يؤدي إلى رفع مستوى الضغط النفسي ويقلل من سرعة التعليم وجودته ومدى الاحتفاظ به، وتؤدي المنافسة إلى تردد المتعلمين في طرح الأسئلة وطلب المساعدة من زملائهم مما يؤدي إلى منع تبادل الخبرات وتدفق المعلومات والمعرفة والمهارات، وكنتيجة تتدهور عجلة التعليم.
الترياق
أغلب أوضاع الحياة تكون تعاونية لا فردية، بل إن معظم النتائج التي تسعى إلى تحقيقها تعتمد على التعاون بينك وبين الآخرين، والعقلية التي تستخدم فلسفة التنافس هي عقلية تفسد ذلك التعاون. إن أكثر الحياة ليس تنافساً، فنحن لا نضطر أن نحيا كل يوم في تنافس مع الزوجة؟ "سؤال سخيف إذا لم يكسب كلا الشخصين، فكلاهما خاسر".
سيكون مفيداً أن تتوقف قليلاً لتفكر ملياً بالسؤال: استحضر في ذهنك مواقفاً تعلمت منها كثيراً وأثرت في حياتك، من أين أتى معظم تعلمك؟ من الأهل؟ من معلميك في المدرسة أو الجامعة؟ من أصدقائك؟ أرجو عدم المتابعة قبل الإجابة.
على الأغلب ستكون إجابتك تشابه معظم الإجابات التي وردتنا، فأكثر التعلم يأتي من الأقران، من أشخاص لديهم اهتمامات واحتياجات ومشاكل مشابهة لما لديك منها. إن التعليم الجيد هو تعليم اجتماعي, على الأقل بالنسبة للأغلبية العظمى من المتعلمين, حيث أن التعليم يتحسن بشكل واضح جداً عندما يساعد المتعلمون بعضهم بعضاً.
قام المدرب عزام القاسم من دمشق بتطبيق التعاون في دوراته ولمدة عام كامل، حيث كان يضع طالبين على جهاز كمبيوتر واحد، وقام بتصميم الأنشطة التدريبية بطريقة تشجعهم على تبادل المعرفة فيما بينهما، بل وكان يحمِّل كل منهما مسؤولية نجاح الآخر: فلقد كان يعطي المتعلم منهما علامة الآخر مما دفع كل متعلم ليساعد زميله كي يتعلم أكثر لأنه سيأخذ علامته. لقد كانت النتائج أكثر من عظيمة.
ولقد شهدت شخصياً نتائج أكثر من مذهلة عندما تم تطبيق هذا على دروة تدريب المدربين لمدة عامين، حيث تم تكريس التعاون بين أفراد المجموعة، وتكريس التنافس بين المجموعات فقط، وكان المتعلم يحصل على علامة المجموعة، فإذا أخذت المجموعة عشرة نقاط كان يحصل على عشرة، وإذا حصلت المجموعة على ثلاثة نقاط فكان يحصل على ثلاثة فقط. لن تصدق ما حدث حتى تراه بأم عينك، فلقد كان يتم شرح التمرين لجميع المجموعات، ومن ثم يُعطى الجميع القليل من الوقت للتحضير، وهنا ترى أن أفراد المجموعة يبدؤوا بتحمل مسؤولية تعليم بعضهم البعض، فلقد كان من يعرف منهم يعلم من لا يعرف، كان يساعدون بعضهم البعض كي ينجح الجميع، وكان يظهر مبدأ "أحب لأخي ما أحب لنفسي" جلياً.
إحدى المشاركات في دورة التعلم السريع لديها طفلين وأرادت تشجيعهما على حفظ القرآن، فماذا فعلت؟ هل قالت من يحفظ أكثر يكسب أكثر؟!... ما قامت به كان بسيطاً ومُلهماً: لقد حمَّلت كل منهما مسؤولية الأخر، حيث طلبت من كل طفل مساعدة أخيه في الحفظ والمراجعة، وعليه كلما كان أخيه حافظاً أكثر كلما كان ناجحاً وسيكسب الجائزة. فعندما يكون كل شخص في المجتمع التعليمي معلماً ومتعلماً في الوقت عينه, يختفي الضغط النفسي, ويتحسن ناتج التعلم بشكل كبير.
دلت دراسة أخرى في جامعة ستانفرد على أن التعليم من النظير كان أكثر فعالية بأربع مرات في تحسين دراسة الرياضيات والقراءة من تقليل حجم الصفوف أو زيادة زمن التوضيح من المعلم, وكان حكماً أكثر فعالية بكثير من التعليم الفردي المعتمد على الحاسب الآلي. ما هو السبب؟ إن التفسير البسيط هو أن معظم الناس يتعلمون بشكل أفضل في مجتمع تعليمي مما يفعلون كأفراد معزولين.
لابد من مراجعة المعلم المربي لتصرفاته أولاً ليتفحصها باحثاً عن ما يشجع سلوكيات التنافس الفردي في الصف، ليتجنبها ويتجنب نتائجها السلبية، ومن ثم ليبحث عن طرق لتشجيع التعاون والترابط بين المتعلمين كي يقوم بها في بيئة التعلم. إذا كان هناك موقف تعليمي يُفيد فيه التنافس فعلى الأغلب سيكون في حال التنافس بين المجموعات، فإذا فازت المجموعة فلن يُنسب سبب النجاح إلا للمجموعة وليس إلى فرد منها، وفي حال خسرت المجموعة فلن يُنسب سبب الخسارة إلى فرد منها بل إلى المجموعة ككل. إذا لم تفعل أي شيء آخر لتحسين التعليم, فإن الحد الأدنى هو دفع المتعلمين للعمل سوية في مجموعات صغيرة, أو كمجموعة واحدة كبيرة. فما من تعليم جيد إلا إذا امتلك قاعدة اجتماعية. يعلم جميع الأطفال هذه الحقيقة، إلا أننا ننسى ذلك عندما نكبر.
قالت لي إحدى المدربات أثناء دورة التعلم السريع: إن الله قد قال في كتابه العزيز: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قلت لها: إن ذلك يتعلق بالآخرة وهو مفتوح وغير مقيد، أما عن الدنيا فقد قال الله تعالى: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً" فمتى أريد أن أكون الأكثر غنى في الدنيا علي أن أريد الاستئثار بأكثر المال، أما في الصلاح والدين والعلم فكلما قدمت أكثر أكون منافساً أكثر، وكلما دللت التائهين أكثر أكون منافساً أكثر، وهو أمر مفتوح للجميع وغير مقيد فالربح عام لكل من شاء.
بعد هذا العرض الموجز لما سميناه مجازاً "مرضاً تعليمياً تربوياً" يصبح واضحاً أن ما يعطي هذا المرض قوته هو تحوله إلى بديهيات في التعليم, واعتباره الشكل الذي كانت عليه الأمور وستستمر عليه. إننا بدون شك بحاجة إلى ثورة حقيقية للتخلص من هذه الأمراض التي حولت التعليم إلى عملية غير فعالة, وغير طبيعية كئيبة وصعبة، حولت المعلم إلى مركز العملية، وحولت المتعلم إلى مستهلك دون إبداع. وحولت بيئة التعليم إلى سجن مخيف ينتشر فيه الملل والكآبة والخوف، وحولتنا كبشر إلى معاقين تعليمياً.
إذا استطاع الطبيب تشخيص المرض وصل إلى نصف الحل وهان عليه وصف الدواء. وفي حال اهتمامك بالتعليم وتحسينه فلابد أن الكثير من الأمراض الواردة سابقاً وطرق علاجها أصبحت واضحة لديك، وعلينا الآن البحث عن آليات لتطبيق ذلك على أرض الواقع، وهذا ما ستجده في كتاب "التعلم الطبيعي- التعلم السريع".
الدكتور محمد ابراهيم بدرة
المصدر: منتدى المدربون المحترفون
ILL98765465417
الموضوعالأصلي : الأمراض التربوية - التنافس والفردية المصدر : شبكة ومنتديات شباب الجزائر الكاتب:إيلاف ترين