بيت الراحل بن بلة بمدينة مغنية
كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة، عندما وصلنا إلى منزل
الرئيس الراحل، احمد بن بلة، الكائن بشارع ديدوش مراد بمدينة مغنية
بتلمسان، لم يكن بحوزتنا أية معلومات عن مكان تواجد بيت المرحوم، غير انه
يوجد في قلب المدينة، وذلك ما كان ليحول دون وصولنا إليه دون آية
صعوبة،بفضل أهل المدينة المعروفين بكرم الضيافة.
كان سائق سيارة الأجرة التي امتطيناها أول من سألناه عن بيت
الفقيد، الذي أخذ وبمجرد ذكر اسمه يحدثنا عن فاجعة أهل مغنية برحيله، حيث
لم يتردد في إيصالنا إلى الحي الشعبي البسيط الذي كان يسكنه، والذي قد لا
يتبادر إلى أي شخص أن يكون بيت اول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلةبذلك المكان، وأول ما شد انتباهنا هو جموع المواطنين، الذين توافدوا على المكان من أجل تقديم واجب العزاء.
لم نتردد في الاقتراب من البيت وطرق الباب، إلا أن أحد جيرانه
اخبرنا انه لا يوجد احد في المكان، عير الحارس الذي كلفه المرحوم بحراسته،
بعد عملية السطو التي تعرض لها قبل سنة، لم نصدق أننا وجدنا من يمكنه ان
يفيدنا في المهمة التي كلفنا بها رئيس التحرير، بعد أن أخبرنا السيد الذي
يدعى "سلطاني بلخير" انه كان يزورهم في بيتهم رفقة عائلته، واخذ الرجل
يحدثنا عن المجاهد الذي وهب حياته لخدمة الجزائر، قائلا: "أعرفه منذ كان
رئيسا، وأستقبله في بيتي رفقة زوجته في كل مرة يزور مغنية، كما كنت ابادله
الزيارة في منزله"، وتابع بلخير "كان بابه مفتوحا للجميع، وكان يستقبل
الفقير والغني والمظلوم. لم يكن يفرق بينهم"، وأضاف في سياق متصل: "لقد
كان المرحوم يشرف على زاوية سيد احمد الوسيني، التي قام ببناء ضريح بها حتى
تبقى للاجيال القادمة، وكان حمام بوغرارة من الاماكن التي يحب زيارتها في
كل مرة يزور فيها مغنية".
قبل أن يضيف بالقول "مهما تحدثت عن الرجل فلن أتمكن من إيفائه حقه، كان بسيطا ومتواضعا كثيرا، وقد تكتشفين ذلك بصدق إذا اتيحت لك فرصة الدخول الى منزله".
وواصل بلخير "لم يكن يحظى بأي حراسة او ترتيبات عندما يأتي إلى
مغنية، إلا بعد قدوم عبد العزيز بوتفليقة الذي أعاد له الاعتبار، وأصبح لا
يتنقل إلا بالحرس، ويخص بالحراسة لدى إقامته في منزله"، وحول حقيقة ما يروج
له عن زواجه من مرتين، أكد لنا جاره "هذا كذب.. بن بلة لميتزوج من مغربية، ووزجته الوحيدة اسمها مهدية، وتنحدر من المسيلة"، لم تمر حقبة من الزمن حتى يلتحق ابن عم الرئيس الراحل الى المكان اين اغتنمنا الفرصة للحديث اليه.
ابن عم الفقيد: أحمد بن بلة كان يعتبر كل الجزائريين أبناءه
كان
أول ما قاله لنا الوسيني بن بلة، ابن عم الراحل، أحمد بن بلة، الذي
التقيناه امام منزل الفقيد: "لقد فجعنا لوفاته.. كان والدنا جميعا"، ثم
واصل حديثه لنا "رحمه الله كان يعتبر كل الجزائريين اولاده، رغم انه حرم
منهم، ولا أنسى العبارات التي كان يرددها على مسامع والدته التي كانت في كل
مرة تقول له: "أحلم يا ابني برؤيتك متزوجا، واحلم بروئية اولادك".. فكان
يخرج الى امام المنزل حيث كان ابناء مغنية يجتمعون امامه لرؤيته، ويقول لها
بالحرف كل هؤلاء أولادي"، وأضاف قريب بن بلة في سياق متصل: "لقد رحل نظيفا
،فهو لم يسرق ولم ينهب أموال الشعب، يكفي ان كلعائلته واهله هنا في تلمسان هم بسطاء، ويكدون من أجل كسب قوت يومهم".
الموضوعالأصلي : سكان مغنية: شرف كبير أن يكون أحد عظماء الجزائر من مدينتنا المصدر : شبكة ومنتديات شباب الجزائر الكاتب:YOUCEF SAIDANI