لماذا ذكر الله تعالى في سورة الحج الآية: 18 (هذان خصمان اختصموا في ربهم) ، ولم يقل جل وعلا هذان خصمان اختصما؟الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد:
والجواب ما قاله الفراء في كتابه : " الكتاب : معانى القرآن للفراء "
{ هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم }
وقوله: {هذان خصمان اختصموا في ربهم...}
فريقين أهل دينين. فأحد الخصمين المسلمون، والآخر اليهود النصارى.
وقوله: {اختصموا في ربهم} فى دين ربهم. فقال اليهود والنصارى للمسلمين: ديننا خير من دينكم؛ لأنا سبقناكم. فقال المسلمون: بل ديننا خير من دينكم. لأنا آمنا بنبينا والقرآن، وآمنا بأنبيائكم وكتبكم، وكفرتم بنبينا وكتابنا. فعلاهم المسلمون بالحجة وأنزل الله هذه الآية.
وقوله: {اختصموا} ولم يقل: اختصما لأنهما جمعان ليسا برجلين، ولو قيل: اختصما كان صوابا. ومثله {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} يذهب إلى الجمع. ولو قيل اقتتلتا لجاز، يذهب إلى الطائفتين.
الكتاب من الموسوعة الشاملة
والله أعلم بالصواب