نظم
قسم علم الاجتماع بمعهد العوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ملتقا
ًَ وطنيا يومي 21 -22 أفريل 2009 حول "الشباب الجزائري والتغير الاجتماعي"
بمشاركة نخبة كبيرة من الأساتذة جاؤوا من مختلف الجامعات الجزائرية
:قسنطينة، باتنة ، جيجل،أدرار ،المسيلة ،سطيف، بسكرة ،الشلف وغيرها من
الجامعات .
افتتح
الملتقى من طرف الدكتور رحيم حسين رئيس الملتقى بكلمة ألقاها على الحضور
رحب من خلالها بالجميع متمنيا إقامة طيبة للأساتذة الضيوف ،كما قدم شكره
لكل من ساهم في هذا الملتقى خاصة عمال وأساتذة قسم علم الاجتماع ،أحيلت
الكلمة بعدها للأستاذ الدكتور عبد الرحمان بن دعاس مدير المركز الذي بدوره
رحب بجميع الضيوف وعلى رأسهم السلطات الولائية والعسكرية ،كما أشاد بدور
وأهمية مثل هذه الملتقيات في معالجة قضايا المجتمع وبعث ديناميكية جديدة
للبحث العلمي بالمركز ،الأمين العام للولاية وفي كلمته التي أعلن فيها عن
الافتتاح الرسمي للملتقى أكد على دور الشباب الذي يعتبر الطاقة المحركة
للمجتمع وما ينتظر من الشباب في الرقي بذاته وبالجامعة لتصبح منارا علميا
بناءًَ.
تناول
المشاركون خلال هذا الملتقى أربع محاور أساسية ،أولها تحديد الإشكالية
والمفاهيم:التغير الاجتماعي ومسائله،الشباب...وتناول المحور الثاني
المشكلات الاجتماعية للشباب : البطالة، العنوسة ،الهوية ،الانحراف والهجرة
...وخصص المحور الثالث لأثر التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
والثقافية والتقنية على الشباب الجزائري،أما المحور الرابع فقد تناول
تطلعات الشباب الجزائري في عالم سريع التغير،الهدف من هذا الملتقى هو
التشخيص الموضوعي لأبرز مشكلات الشباب الجزائري في ظل واقع وتحولات المجتمع
الجزائري وتقديم البدائل والحلول الممكنة لذلك ،كما يهدف إلى معرفة
اهتمامات وطموحات الشباب الجزائري ورؤيته لقضايا المجتمع ،وقد عرف الملتقى
تقديم أزيد من36 مداخلة من طرف أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن.
فعاليات
الملتقى استهلها البروفسور رشيد زرواتي أستاذ بجامعة المسيلة بمحاضرة
افتتاحية بعنوان: الشباب الجزائري وإشكالية التغير الاجتماعي ،تعرض إلى
مفهوم التغير الاجتماعي بمعناه الضيق والذي يعتبر التحول الذي يحدث داخل
الأنظمة الاجتماعية في الأسرة ،أما المعنى الواسع للتغير الاجتماعي فهو
التحول الذي يحدث في جميع أنظمة المجتمع(سياسي ،اجتماعي ،اقتصادي ،أمني
،تكنولوجي ...الخ)،حيث ربط إشكالية التغير بإشكالية التنمية مشيرا إلى أثر
وطبيعة الخدمات الاجتماعية وعلاقتها بالجودة والتنمية الشاملة،وأن توفر
الخدمات الاجتماعية بالبلاد تقضي على الهجرة ،كما أوضح البروفسور بشاشنة
سعد أستاذ بجامعة قسنطينة خلال مداخلته "أزمة الشباب من أزمة التنمية "أن
التغير الاجتماعي ظاهرة طبيعية وأن التنمية هي عملية حضرية شاملة ،يعود سبب
فشل الدول النامية في تطبيق التنمية إلى إعطاء أهمية بالغة للتنمية
الاقتصادية على حساب التنمية الاجتماعية حيث أنه لا تنمية اقتصادية بدون
تنمية اجتماعية ،وأن التقدم الاجتماعي هو جوهر التنمية ،كما اعتبر أن
التخلف الاجتماعي هو الذي يقاوم التغيير خاصة التخلف النفسي ،فالشباب يعاني
من مشكلة التخلف الاجتماعي ويسعى نحو تحقيق التقدم الاجتماعي الذي لا
يتحقق إلا بفضل نضال الإنسان فهو عملية تراكمية مستمرة ،من جهة أخرى تناول
الدكتور عنصر يوسف من جامعة قسنطينة مشكلات الشباب الجزائري بين الواقع
المعيش والتطلعات المستقبلية ،معتبرا أن الشباب مورد أساسي يجب استخدامه في
المستقبل لتنمية البلاد وضرورة التكفل بهذه الفئة من خلال تحسين ظروف
العيش الاقتصادية ،الصحية ،الاجتماعية...الخ،مؤكدا أن مطالب الشباب
الجزائري ليست بالمستحيلة.
أشغال
الملتقى التي دامت يومين ناقش من خلالها المشاركون مداخلات أخرى خصت عدة
مواضيع متعلقة بمحاور الملتقى :الهجرة ،ظاهرة العنوسة ،الانتحار،المشاركة
السياسية ،مشكل البطالة لدى الشباب.والملفت للانتباه في هذا الملتقى هو
الحضور القوي للطلبة وإثرائهم للنقاش على اعتبار أن موضوع الملتقى يخص فئة
الشباب الذين هم جزء لا يتجزأ من هذه الفئة. وقبل ختام الملتقى تم عرض
مجموعة من التوصيات أهمها:
- الاهتمام بشريحة الشباب باعتبارها طاقة المجتمع .
- التكفل بالشباب بجميع جوانبه .
- وضع إستراتيجية فعالة للتنمية الشاملة تعود على الشباب .
- مشاركة جميع المؤسسات المجتمعية في معالجة قضايا الشباب .
- اقتراح تنظيم ملتقيات أخرى حول الشباب .
- إنشاء هيئة أكاديمية جامعية تهتم بقضايا الشباب .
- إنشاء مجلة علمية تهتم بقضايا الشباب.
في
ختام الملتقى تم تكريم الأستاذ المرحوم إبراهيم سلهاط من جامعة سكيكدة
عضو في اللجنة العلمية للملتقى الذي ساهم كثيرا في التحضير لهذا الملتقى
قبل وفاته ،كما تقدم مدير المركز البروفسور عبد الرحمان بن دعاس بشكره
الكبير للسلطات الولائية ولجميع الأساتذة المشاركين الذين هم بدورهم عبروا
عن مدى الرعاية المتميزة التي حضوا بها خلال الملتقى .
الموضوعالأصلي : الملتقى الوطني الأول حول الشباب الجزائري والتغير الاجتماعي المصدر : شبكة ومنتديات شباب الجزائر الكاتب:YOUCEF SAIDANI