الحجُّ ركن عظيم من
أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلم المستطيع بقوله:
''وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ'' آل
عمران97، وهو من أفضل الأعمال والقُربات عند الله، ويعدل الجهاد في سبيل
الله، وهو سبب لغفران الذنوب، وليس له ثواب إلاّ الجنّة.
كان هذا فضل
الحجّ، فهل ينال هذا الأجر كلّ مَن لبس ملابس الإحرام وسافر إلى بيت الله
الحرام ووقف بعرفة وبات بمنًى ومُزدلفة ووقف عند المشعر الحرام وفَعَل ما
يفعله النّاس وأفَاضَ مِن حيثُ أفاض النّاس؟!
إنّ مَن حجَّ بمال حرام
وحرص على أكل أموال النّاس بالباطل ولم يترك ذنباً إلاّ وفعله ومَن شغل
لسانه بالغيبة والنّميمة وأكل لحوم المؤمنين، فهل ينفعه حجُّه؟! ألَمْ تقرأ
قول الله سبحان وتعالى: ''وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ
نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ''.
وإنّ الانفعال الشّديد والمخاصمة
لأسباب دنيوية، أمر استسهله النّاس حتّى وهم بجوار بيت الله العتيق، من
الأمور المحرّمة على الحاج حال إحرامه، ويدخل في معنى ''الرفث''، ألَمْ
تسمع قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَنْ حَجَّ فَلَمْ
يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ''؟!
كما أنّ
الحجّ من الأعمال الظاهرة الّتي لا يملك العبد أن يُخفيها عن النّاس، ومثل
هذه الأعمال الّتي تكثر فيها المُباهاة ويقِل فيها الإخلاص ويفشُوا فيها
الرِّياء والسُّمعة ويصاحبها العُجْب يكون الإخلاص فيها عزيزاً ولا يبلُغُه
إلاّ مَن جاهد نفسه في طاعة الله حتّى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم
لمّا ركب ناقته وأهَلَّ بالحجِّ سأل ربَّهُ عزّ وجلّ أن يجعل حجَّهُ خالصاً
لوجهه الكريم فقال: ''اللّهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سمعة''.
فلا
يَصِحُّ الحجّ إلاّ بتمام متابعة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في
الشّروط والأركان حيث قال: ''وقفتُ هاهنا وعرفة كُلُّها موقف''. وقال صلّى
الله عليه وسلّم: ''خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُم
بَعْدَ عَامي هذا''.
ورغم أنّ الحجّ من أفضل الأعمال والنُّفوس تتوق
إليه لما جعل الله في القلوب من الحنين إلى بيت الله الحرام الّذي جعله
الله مثابة للنّاس وأمناً تهفوا النّفوس وتشتاق القلوب ويعاودها الحنين
إليه عاماً بعد آخر، ولمّا كان كثير من النّاس يعجز عنه ولاسيما مَن لا
يخرج اسمه في القرعة السنوية، فقد شرع الله عزّ وجلّ لعباده أعمالاً يسيرة
يبلغ أجرها أجر الحجّ، فيعتاض بذلك العاجزون عن التّطوع بالحجّ والعمرة.
فمَن
صلّى الصبح في جماعة ثمّ جلس في مُصلاه يَذْكُر الله تعالى حتّى تطلع
الشّمس ثمّ صلّى ركعتين كان له مثل أجر حجّة وعمرة تامة تامة تامة. رواه
الترمذي.
ومَن بَكَرَ إلى الجمعة فَرَاحَ في السّاعة الأولى فكأنّما
قَرَّب بُدْنَة، والبُدنة: هي الناقة الّتي تهدى إلى بيت الله الحرام في
الحجّ والعمرة، ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''فكأنّما قَرّب
بُدنة''، ولم يقل فكأنّما تصدّق بناقة. فليست كلّ ناقة بدنة. لهذا المعنى
ذهب بعض السّلف إلى أنّ شهود الجمعة يَعْدِل في الأجر حجّ النافلة. قال
سعيد بن المُسَيِّب ''هو أحبّ إليّ من حجّة النافلة''. ومَن تطهَّر في بيته
ثمّ خرج إلى المسجد لأداء الصّلاة في جماعة فقد نال مثل أجر الحاج، وقد
ورد هذا في حديث مرفوع ''مَن تطهَّر في بيته ثمّ خرج إلى المسجد لأداء صلاة
مكتوبة فأجرُهُ مثل أجر الحاج المحرم، ومَن خرَج لصلاة الضحى كان له مثل
أجر المعتمر''. كما أنّ صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين سنة ماضية وسنة باقية،
كما صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فنسأل الله العظيم رب العرش
الكريم بمنه وكرمة أن يرزقنا حج بيت الله الحرام وأن يجعل عملنا خالصاً
لوجهه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلم المستطيع بقوله:
''وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ'' آل
عمران97، وهو من أفضل الأعمال والقُربات عند الله، ويعدل الجهاد في سبيل
الله، وهو سبب لغفران الذنوب، وليس له ثواب إلاّ الجنّة.
كان هذا فضل
الحجّ، فهل ينال هذا الأجر كلّ مَن لبس ملابس الإحرام وسافر إلى بيت الله
الحرام ووقف بعرفة وبات بمنًى ومُزدلفة ووقف عند المشعر الحرام وفَعَل ما
يفعله النّاس وأفَاضَ مِن حيثُ أفاض النّاس؟!
إنّ مَن حجَّ بمال حرام
وحرص على أكل أموال النّاس بالباطل ولم يترك ذنباً إلاّ وفعله ومَن شغل
لسانه بالغيبة والنّميمة وأكل لحوم المؤمنين، فهل ينفعه حجُّه؟! ألَمْ تقرأ
قول الله سبحان وتعالى: ''وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ
نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ''.
وإنّ الانفعال الشّديد والمخاصمة
لأسباب دنيوية، أمر استسهله النّاس حتّى وهم بجوار بيت الله العتيق، من
الأمور المحرّمة على الحاج حال إحرامه، ويدخل في معنى ''الرفث''، ألَمْ
تسمع قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَنْ حَجَّ فَلَمْ
يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ''؟!
كما أنّ
الحجّ من الأعمال الظاهرة الّتي لا يملك العبد أن يُخفيها عن النّاس، ومثل
هذه الأعمال الّتي تكثر فيها المُباهاة ويقِل فيها الإخلاص ويفشُوا فيها
الرِّياء والسُّمعة ويصاحبها العُجْب يكون الإخلاص فيها عزيزاً ولا يبلُغُه
إلاّ مَن جاهد نفسه في طاعة الله حتّى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم
لمّا ركب ناقته وأهَلَّ بالحجِّ سأل ربَّهُ عزّ وجلّ أن يجعل حجَّهُ خالصاً
لوجهه الكريم فقال: ''اللّهمّ حجّة لا رياء فيها ولا سمعة''.
فلا
يَصِحُّ الحجّ إلاّ بتمام متابعة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في
الشّروط والأركان حيث قال: ''وقفتُ هاهنا وعرفة كُلُّها موقف''. وقال صلّى
الله عليه وسلّم: ''خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُم
بَعْدَ عَامي هذا''.
ورغم أنّ الحجّ من أفضل الأعمال والنُّفوس تتوق
إليه لما جعل الله في القلوب من الحنين إلى بيت الله الحرام الّذي جعله
الله مثابة للنّاس وأمناً تهفوا النّفوس وتشتاق القلوب ويعاودها الحنين
إليه عاماً بعد آخر، ولمّا كان كثير من النّاس يعجز عنه ولاسيما مَن لا
يخرج اسمه في القرعة السنوية، فقد شرع الله عزّ وجلّ لعباده أعمالاً يسيرة
يبلغ أجرها أجر الحجّ، فيعتاض بذلك العاجزون عن التّطوع بالحجّ والعمرة.
فمَن
صلّى الصبح في جماعة ثمّ جلس في مُصلاه يَذْكُر الله تعالى حتّى تطلع
الشّمس ثمّ صلّى ركعتين كان له مثل أجر حجّة وعمرة تامة تامة تامة. رواه
الترمذي.
ومَن بَكَرَ إلى الجمعة فَرَاحَ في السّاعة الأولى فكأنّما
قَرَّب بُدْنَة، والبُدنة: هي الناقة الّتي تهدى إلى بيت الله الحرام في
الحجّ والعمرة، ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''فكأنّما قَرّب
بُدنة''، ولم يقل فكأنّما تصدّق بناقة. فليست كلّ ناقة بدنة. لهذا المعنى
ذهب بعض السّلف إلى أنّ شهود الجمعة يَعْدِل في الأجر حجّ النافلة. قال
سعيد بن المُسَيِّب ''هو أحبّ إليّ من حجّة النافلة''. ومَن تطهَّر في بيته
ثمّ خرج إلى المسجد لأداء الصّلاة في جماعة فقد نال مثل أجر الحاج، وقد
ورد هذا في حديث مرفوع ''مَن تطهَّر في بيته ثمّ خرج إلى المسجد لأداء صلاة
مكتوبة فأجرُهُ مثل أجر الحاج المحرم، ومَن خرَج لصلاة الضحى كان له مثل
أجر المعتمر''. كما أنّ صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين سنة ماضية وسنة باقية،
كما صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فنسأل الله العظيم رب العرش
الكريم بمنه وكرمة أن يرزقنا حج بيت الله الحرام وأن يجعل عملنا خالصاً
لوجهه إنه ولي ذلك والقادر عليه.